الثلاثاء، 18 فبراير 2014

خُروجُ زَلاغَ عنِ القاعدة د :علال الحجام

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  12:40 م


خُروجُ زَلاغَ عنِ القاعدة د :علال الحجام 
إلى عبد السلام بن حمدون جسوس ذكرى لقاء صاخبٍ في "باب بوجلود" ربيع 1973
خاص بالموقع
(ج)
وها قد طافَ الصّدرُ الأعظمْ
بزلاغَ مُقيَّداً يرسمُ على مرمرِهِ نيشانَه بالدمْ
مغتبطاً بالقهْرِ سوْطُهُ الغريرْ...
ما الذي يَجعلُ الشمسَ تُغضي
وتقبعُ في الأخدودْ
بين باب الخوخة وبابْ بوجلودْ...؟
ـ من تُرى يفْتَدي
أيّها المؤمنونَالْفقيهَ الأسيرْ؟
ـ ومتى كان يَشْحَذُ          في السّاحةِ الفُقهاءْ؟
ـ تلكَ                  حِكْمَتُهُ،
والغَدُ المتقوقِعُ       في ليلِهِ         
قمقُمٌ            يختفي في الطّحَالبِ
حينَ يُصالحُهُ      اليمُّ،
أو يتقاذفُهُ           الموْجُ حين يُصَلْصِلُ،
ـ يا ويلَهُ، ضاعَ قفلُهُ بين الحَصى والرّمَالِ هبَاءْ...
(س)
كانَوعْدُ الصّباحْ
يرْتدي عُنفوانَ النّدَى
ويجُسُّ          مواجعَ زعترهِ في شِعابِ الكلامْ
حينما يرتوي وجدُهُ في المدى
من غديرِ         يُشقشِقُ في شُرُفَاتِ الرّياحْ
وتطرّزُ طوقَ          عباءتهِ الأغنية...
وزلاغْ ... كانَفي قبّةِ المستحيلِ
لا يَرَى أبَداً وجهَهُ مثخناً بالجراحْ
في مرايا الوُلاةِإذا ظلموا،
كانَ يعْشَقُحلَقاتِ الذّكْرِ،
ويحفَظُ الكتابَ عن ظهرِ قلبٍ
مثلما يحفَظُ قصائدَ الملحونِ،
ويُنشدُ النّوباتِ الأندلسيّة
إذا شعْشَعَ النّغمُ
في الجنانِ الظّليلِ،
لكنّ جرحَهُ وهْو يغالبُ لوعتَهُ
كانَ يخْجَلُ منْ جُرحِكلّسبيّة،
مثلما كان يخجلُ منْ نوْحِ كلّ الورودِ التي تتيبّسُ في المزهريّة
خجلاً فادحَا،
قبْلَ أنْيتفتّحَ عِشْقُهُ زغرودةً
تستظلُّ مواجِدُها بالنّخِيلِ الطّويلِ،
وتبصُقُ في الظّلُماتِ دماً جارحاًيلعَنُ الأبدِيّة...
(سَ)
ما الذي يَجعلُ الشّمسَ تُغضي
إذا جرّتِالبُشرىالسّلاسِلُ الصّدِئةُ
هيكَلاً عظميّاً ينخرُهُ دُودُ السّلطانْ؟
ما ضرَّ القحْطُإذا ما ظلّ الوَجْدُ الطّافحُ
يسْكَرُنرْفانا            يا مَوْلانا
ويحلّقُ خلفَ بخورٍ      لا رمادَ لهُ
قبلَ أن يسْجُدَ                 الجمرُ
وهو يعاقرُ نورَ الرّاحِ يمازجُ أحلامَ الرّيحانْ
ويؤرّقُ جلاداً يتصبّبُ              جأشُهُ أشْجَانا...
ـ منْ تُرى يُسْمِعُ السّيْفَ
همسَ النُّسَيْمَةِ في أذُنِ الخيزرانةِ تمدحُ فجراً يجيءُ
على رعشةٍ من شذا وسَنى،
خانَها في البراري الزّمنْ،
يا بطانةَ قحْطٍ على قدمينِيَسِيرْ؟
ـ ما الذي كانَ يفعلُهُ الفُقهاءُ إذنْ؟
ـ أنا أعرِفُ: عقدُ نكاحٍ يُخَرَّقُ ظهرَ غدٍ أولاً،
     (لا يهمّ هديلُ الحمامْ)،
       ثانياً سترُ عورةِ كلّ سفيهٍ إذا انفضحتْ عَلَنا،
        (لا يهمّ إذا مرّةً خالف الخلفُ السّننا)،
        ثمّ تلميعُ خوذتِهِ ثالثاً،
     (مدْخَلاً ليزركشَ بابَ الحلالِ الحرامْ)،
ـ بينما ظلّ ريشُ زلاغَ
بعيداً عن اللّؤلؤ الدّمويِّ قريباً من السّلسبيلِ،
             ولكنَّهُ كانَ           يلزمُهُ
كي يطهّرَ نهْرَ سَبُو         دَمُهُ...
ـ ربّما كان أولى لَه
أن يرى غُلَّهُ
نازفاً بين دهْشَةِ شهْدِه والشّاهدهْ
عندما أحرقَتْ في الظلام خمائلَهُ
جمراتُ الخروج عن القاعدهْ
واستبدّ بسكرتِهِ الولَهُ...!
(و)
ما الذي يجعَلُ الشّمسَ تُغضي فيسْتأسِدُ الجُبناءْ
عندما تحتمي بالسّرابْ...؟
ـ تلكَ حِكْمَتُهُ:
فالطريقُ الطويل هزارٌ يغني مفاتنَهُ تارةً
في المروجِ وأخرى غرابْ...
والغيوم لها في شجاها
براكينُ ترتاحُ تحْتَ الرّمادِ،
ولكنّ للشّمسِ       موْعدَها معَ مُنْعَرجاتِ الوهادِ
غصوناً وعشباً وماءْ
                  في صباحٍ يضُمّ بكلتا ذراعيْهِ
سحرَ الحقولِ دواليَها وعناقيدَها،
ويُري الأرضَ بهجتَها في عُيونِ السّماءْ...
(س)
والآن... وقد أفِلِ الغدْرُ الأعظمْ
وغدا في القبرِ              رميمْ،
شامخاً لا يزالُ زلاغُ     يحثّ السّيرَ
بين باب الخوخة      وباب بوجلودْ
تُبهجهُ الورودُ           وإن شَحّ المطرُ
ولوى أعناقَ            تويجاتها العلقَمْ،
ولا يزالُ كلّ مغربٍ...
يحاورُ العودَ                     الملتاعَ تارةً
وتارةً يراقصُ الموّالَ       يمتطي غنجَ النسيمْ...

علال الحجام
مكناس، ربيع 2012

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير
back to top