د. مبارك حنون أستاذ
بجامعة قطر
خاص بالموقع
كلمة في حق الأستاذ محمد جسوس رحمه الله
لم أعرف الأستاذ محمد جسوس، الباحث والمناضل، عن قرب، أعني قرب
المسافات المجالية. لكني عرفته من خلال قناعاته وسلوكه، أستاذا ومفكرا ورجل
سياسة... وضع علمه ليكون في خدمة طلبته أساسا وذلك درءا لـ"جيل الضباع"
الذي كانت تصنعه السلطة، أعني سلطة الأجهزة الإيديولوجية الرسمية وغير الرسمية.
هو مؤسس للدرس (السؤال) السوسيولوجي العميق والقلق، ونموذج المثقف
العضوي " النظيف" لا "المخاتل" الذي يمارس السياسة وفق طقوس
"التسامي"، ووفق الأفق الاستراتيجي الذي يجعل السياسة تابعة للفكر حتى
لا يتحول المرء إلى انتهازي.
وهو رجل الثقافة الشفاهية. فما فكر فيه وهيأه لطلبته سلمه إليهم في صيغته الشفوية، وما سلمه إليهم كان حصيلة الحوار
المنتظم بينه وبينهم، لذا، فهو يكاد يكون عملا مشتركا، والعمل المشترك القلق يتحول
بتحول الزمان أي أنه غير قابل للأدلجة والتقديس. لذا كانت الشفاهية طريقه الآخر في
محاربة زيغ الكلام وكلام الزيغ.
0 التعليقات: