محمد جسوس السيوسيولوجي الحكيم بقلم
د.عياد أبلال
خاص بالموقع
إن فقدان المشهد السوسيولوجي المغربي لمحمد جسوس خسارة مزدوجة،فهي خسارة أحد الرواد الذين أسسوا علم الاجتماع على أسس أكاديمية من خلال ارسائه لقواعد التدريس و التأطير الذي يمكن اعتبار جسوس في هذا المضمار من القلائل الذين اعتبروا هذه المهنة جد مقدسة،إذ يكفي أن نعلم أن جيلا من كبار علماء الاجتماع في المغرب اليوم هم من طلبة هذا الراحل النجباء،والذين واكبهم الراحل طيلة مسار تكوينهم العلمي،و هم كثر .
إن فقدان المشهد السوسيولوجي المغربي لمحمد جسوس خسارة مزدوجة،فهي خسارة أحد الرواد الذين أسسوا علم الاجتماع على أسس أكاديمية من خلال ارسائه لقواعد التدريس و التأطير الذي يمكن اعتبار جسوس في هذا المضمار من القلائل الذين اعتبروا هذه المهنة جد مقدسة،إذ يكفي أن نعلم أن جيلا من كبار علماء الاجتماع في المغرب اليوم هم من طلبة هذا الراحل النجباء،والذين واكبهم الراحل طيلة مسار تكوينهم العلمي،و هم كثر .
أما التجل الثاني لهذه الخسارة،فتتجلى في كون الراحل
كان مثقفا عضوياً زاوج بين الفكر السوسيولوجي تنظيراً و ممارسة،و العمل السياسي النبيل
الذي يكاد يغيب في مغرب اليوم،لقد كان بحق مثقفاً عضوياً بتعبير غرامشي،كما كان على
المستوى النظري بارسونزياً و أدرك في سبعينيات القرن الماضي أهمية التوازن السياسي
في التقدم و التطور ،من هنا كان حكيماً في ادراكه لمكامن الخلل في التعليم،و السياسية
و كافة مجالات الاجتماع،مركزاً على إعادة النظر في النسق الثقافي و التربية المجتمعية،لأن
نسق الشخصية و النسق الاجتماعي مثلما عاينه
بعمق و كما كان ينظر له لا يمكن أن يستقيم مع التقليدانية في السياسية،و لا يمكن أن
ينتج سوى التضبيع. و بالتالي فالتغير الاجتماعي الايجابي نحو مغرب الحداثة و الديموقراطية
رهين بالرهان على التعليم و الثقافة في مفهومها
الشامل،.إن حكمة الرجل كان الخلفية المرجعية لمجمل رؤاه السوسيولوجية التي نظراً لانخراط
الراحل في كثير من الاوراش و تقديسه للتأطير و التدريس الاكاديمي جعله قليل الاصدار،لكن
اليسير من ما كتبه كفيل لمعرفة حجم الرجل و حكمته في السوسيولوجيا و الحياة . لقد كان
بحق نموذجا للأستاذ الجامعي الرصين و المربي الفاضل و السوسيولوجي الذي ترك بصمته في
تاريخ المغرب المعاصر،فليرقد بسلام ،أما روحه فإنها باقية بين محبين و طلبته وفي ذاكرة
المغرب الثقافية و الفكرية .
0 التعليقات: