الجمعة، 27 ديسمبر 2013

حسن المددي شاعرمن المغرب

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  4:55 ص

سيصبح الشعر عذب الشعر كالمطر

سيصبح الشعر عذب الشعر كالمطر
 
 
 
 
  حسن المددي شاعرمن المغرب
  اليوم العالمي للشعر كوة ينز منها تعض الوميض الذي يتشكل شلال ضوء يروي جذور الحياة في ثنايا الذات الشاعرة . إنها مناسبة تذكرني بالوقوف على شاهدة قبرشيخ قتل على أيدي مريديه .. وفي كل مارس يندبه الأبناء والأحفاد وسيندبه أحفاد الأحفاد إلى أبد وجوده ..يمر هذا اليوم دون أن يلتفت إليه إلا بعض الذين يحملون الجمرة المقدسة في أعماقهم .. الكثيرون لايعرفون أن هناك يوما عالميا للشعر ، وخاصة تلامذتنا و الكثير من أساتذهم ، ما دامت وزارة التربية الوطنية لم تدرجه في قائمة الأيام العالمية والوطنية .
 
       إذا قمنا باستطلاع رأي سوف نجد أن الشعر لم يعد مقروءا .. أغلب الشعراء لايقرؤون أشعار” زملائهم ” ..الشعر يعيش أزمة قلبية في نظري ، وهو الآن في طور الاحتضار ، والعديد من الشعراء أيضا يمارسون لعبة الهجرة السرية إلى أجناس أدبية أخرى .
      الاحتفال باليوم العالمي للشعر ينكأ جراح الشعراء ، لأن الشعر يجب أن يكون وردة  لاتذبل، توضع كل يوم على موائد إفطارنا في كل صباح .. الشعر هو عود ثقاب سحري ينير عند قدحه ظلمات الوجود الإنساني .
           قصيدتي وقصائد كل الشعراء لايمكن إلا أن تحتفي بالربيع كيفما كان نوعه .. الربيع العربي جاء محملا بالكثير من الورود الجميلة ، وأتخيل القصيدة عروسا بهية تتهادى في هودجه الرائع .. قصيدتي تحتفي بالربيع العربي ، لأنها تحتفي دائما بقيم الحرية والكرامة الإنسانية ، وستظل كذلك ما دام الربيع يأتي بموكبه الذي يغمر الدنيا جمالا وبهاء وكرامة ..  الشعر قد واكب كل تفاصيل نمو ورود الربيع العربي منذ إطلالة أول ياسمينة تفتحت في قلب تونس الأخضر ،وفي ميدان التحرير ، وعلى جبهات القتال التي أبلى فيها ثوار ليبيا بلاء حسنا وهم يواجهون آلة الحرب القذافية . وها هي القصيدة تتحول إلى نيازك حارقة لجبروت بشار الطاغية قاتل الأطفال والنساء … وقبل هذا وذاك قاتل الشعراء والفنانين والمفكرين .
         اليوم العالمي العالمي للشعر يحاول رتق مزق كثيرة في الوجدان العربي ، رغم أن العملية صعبة جدا .. يوم واحد لا يكفي إلا لإزالة بعض القشور عن جراح طال إيلامها .. ماتراكم من أنقاض الاحباط يحتاج إلى الكثير من الجهود لإزالتها . لابد  من الاحتفاء بالشعر والشعراء على الدوام ، ولابد كذلك من تنقية حدائقه مما شابها من شوائب مشينة ، ومن الأعشاب الطفيلية الغريبة.ولابد أيضا من بناء صرح كبير للشعر المغربي قوامه الديمقراطية والمساواة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب …بين المركز والهامش.. الاحساس بالغبن موت آخر للشعر، لابد من إعادة النظر في مؤسساتنا الثقافية ، ولابد من ربيع يجتاحها حتى تزهر فيها كل الورود يانعة فواحة .
          عالم الانترنيت منح الفرص الثمينة للشعر والشعراء في ظل هيمنة مؤسسات أغلقت أبوابها إلا أمام سدنتها وأقطابها، وهيمنت على الشأن الثقافي، ثم صارت تحكم بأمرها ..شخصيا استطعت نسج علاقات كثيرة وكبيرة مع الشعراء والمفكرين وكافة المثقفين في أكثر من بلد ، وما كان المرء ليستطيع ذلك دون وجود هذا العالم الافتراضي المتسع الممتع .
         أخيرا أود أن أقول  لكلالشاعرات و الشعراء :
سيشرق الفجـــر وضاء ومـــؤتلقا    ****   ويصدح الطير جذلانا عـلى الشــجر
ويورق السلم في قلب الحـياة هـدى   ****  ويصبح الشعر عذب السحر كالمطر

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير
back to top