الخميس، 26 ديسمبر 2013

فاطمة الزهراء بنيس شاعرة من المغرب

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  10:30 ص


1 ـــ عن بداية علاقتك بالإنترنت متى وهل كنت تتهيبين من المغامرة لاكتشاف هذه القارة الشبكية …؟
لم أتهيّب أبدا من التحليق في الفضاء العنكبوتي المفتوح على كل الاحتمالات بل كانت لدي رغبة في اكتشافه لأن الكتابة في حدّ ذاتها مغامرة لهذا لم أتردد ابدا في النشر
الإليكتروني فبعد فترة من النشر الورقي وجدتني انشر قصائدي على شبكة الانترنيت , أول قصيدة نشرتها إليكترونيا كانت سنة 2004 على موقع كيكا , طبعا حينئذ لمست الفرق الشاسع ما بين جمهور االنشر الشبكي و نظيره الورقي
2 ـــ بين الورقي والشبكي ماذا الذي تغيرفي درجات عطائك وتواصلك مع المتلقي العالم أوالمتلقي المفترض ؟
 بالنسبة للعطاء أعتقد لا علاقة له بنوعية النشر قد أكون غزيرة العطاء و أنا محصورة بين جدران النشر الورقي و العكس كذالك , لكن بالنسبة للتواصل مع المتلقي لا توجد اية مقارنة ما بين النشر الورقي و الاليكتروني هذا الأخير يمنح فرصة مذهلة للتواصل المستمر مع المتلقي فبمجرد نشر نص تأتيني عشرات الرسائل من مختلف بقاع العالم بمعنى النشر الإليكتروني سريع التلقي و يضمن لي التواصل مع قرائي الافتراضيين و الحقيقيين و أيضا يتيح لي الاطلاع على أرائهم التي من الممكن أن أستفيد منها
3 ــ إلى أي حد أسهم الإنترنت في بلورة تجربتك الكتابية مقارنة مع الكاتبات الأخريات والكتاب الآخرين ؟
 الإنترنيت أسهم و بشكل كبير جدا في انتشار الجيل الجديد من الكُتاب العرب و طبعا انا واحدة منهم كما بلور تجربتي الكتابية من خلال قراءتي لبعض الأعمال الإبداعية المتميزة التي لولا الإنترنيت لماحصلتُ عليها و أيضا منحني إمكانية التعرّف عن قرب على أسماء لامعة في سماء الفكر و الأدب واكتسبت أصدقاء و صديقات من مختلف الجنسيات و هذا كله أغنى تجربتي مقارنة مع بعض التجارب التي بدأت تنحت أولى خطاها معي لكنها ظلت بعيدة عن هذه الوسيلة الحديثة قكان مصيرها الانكماش و لكن للتذكيرفقط الإنترنيت لا يصنع مبدعا حقيقيا فقط يُسهّل بعض الصعوبات التي تقف عائقا أمام الكتاب الشباب
 4 ـــ ماهوإحساسك وأنت تنتشين بنصك الإبداعي الأدبي على ورق الجريدة وأمامك على الواجهة الإلكترونية … فإلى أي النصين التوأمين تنجذبين أكثر؟
لكل منهما جماليته الخاصة لكنني مؤخرا أنجذب للنص الاليكتروني أكثر لأنه يجعلني أحلّق عاليا متجاوزة مفهوم المكان و الزمان و في نفس الوقت مديونة للورق لأنه كان أول من احتضن حروفي
 5 ـــ تثارغالبا إشكالية الخصوصية وعلاقتها بظاهرة الشبكات الإجتماعية (الفايس بوك ــ التويترــ ) وغيرهما لكن عادة مايقترن هذا السؤال بالشخصية الذكورية العربية .. ألايمكن أن يكون حذرالكاتبة العربية وحرصها على سرية خصوصيتها إمتداد لعقلية (التقية) التي تحكم المجتمع النسائي العربي بشكل عام ؟
بالعكس أنا أرى أن الإنترنيت ساهم في مفهوم حرية المرأة بصفة عامة و الكاتبة بصفة خاصة صحيح أنّ التعامل مع الإنترنيت يمنح خصوصية لكن هذه الخصوصية أراها ضد عقلية التقية ضد النظام الذكوري العربي المستبد بالكيان الأنثوي و ليس امتدادا له , فلولا هذه الخصوصية لما أبدعت عالمي بسرعة البرق , الخصوصية التي يمنحها الإنترنيت تعاكس بشكل ربما يكون مباشرا او غير مباشر كل مفاهيم ( التقية) التي تحكم المجتمعات العربية .
6 ـــ النص الأدبي الرقمي أوالتشعبي أوالمترابط من دون شك سوف يصبح الظاهرة الأدبية القادمة بقوة مع إتساع أسناد التلقي الإلكتروني .. بحيث ومن دون شك سوف تصيرالأدوات والبنيات التفاعلية (روابط .. عقد .. ميديا .. صور.. ألوان .. مؤثرات فلاش .. إلخ ) جزاءا أساسيا في وحدة النص الأدبي الرقمي ، لكن بقدرما ستغنيه هذه المؤثرات ألانخشى على كنهه الجوهري من التواري إن لم نقل التلف ؟
أكيد النص الأدبي الرقمي مُطوّق بالكثير من التقنيات منها ما ذكرت لكني أومن أنّ النص العميق لن تمس هذه المؤثرات جوهره , النص الجيد يتجاوز الوسيلة التي نُشر بها , كما حتميّة التغيير جعلت الكتابة تنتقل من الحجر إلى الورق هاهي الآن تجعلها تنتقل من الورق إلى الفضاء النيتي لكن هذا لا يعني أنَّ الكتابة الجيدة و العميقة ستندثر الزمن هو الحاكم و القادر على غربلة الإنتاجيات الإبداعية الراهنة و إفراز غثها من سمينها .
7 ـــ الوجه الحقيقي اليوم للثقافة العربية أنها مازالت كدود القز ثقافة تقتات على الورق لحبك نسيج هويتها والعديد من الكتاب والكاتبات مازلن تتلمسن في العتمة ضوء الإنترنت .. ما السبيل إلى جعلهن ينخرطن بشكل أيسرفي الثورة الرقمية والشبكية الراهنة ؟
نعم يوجد نوع من الفتورالعربي اتجاه الانترنيت خاصة من طرف الجيل ما قبل الثمانيني هذا الفتور طبيعي أي ظاهرة حداثية إلا و لها معارضون , لكن ماهو ليس طبيعيا هو النقد الذي يُوجه للهفتنا الانترنيتية و الحديث عنها بسخرية , عموما ألاحظ مؤخرا مجموعة من الأسماء التي كانت معارضة لظاهرة النشر الإليكتروني صارت تنشر على شبكة الانترنيت و أيضا العديد ممن كانوا ينتقدون الفيس بوك صاروا فيسبوكيين لهذا أعتقد أنَّ لا سبيل لجعل الكُتاب ينخرطون في الثورة الرقمية سوى احتياجهم لها و اقتناعهم بمسايرة العصر الذي ينتمون إليه
8 ـــ في رحى هذه الثورات العربية من المحيط إلى الخليج الكثيرممن يدعون أن الفايس بوك كان هوذلك الشيطان الكامن في التفاصيل الذي أضرم النارمن تحت أرائك الإستبداد .. هل أنت مع هذا الرأي أم ضده أم لك رأي آخر؟
الفيسبوك وسيلة من الوسائل التي ساهمت في انفجار الثورات العربية من المحيط الى الخليج لكنه ليس العصى السحرية التي ايقظت الشعوب من سباتها هو مجرد وسيلة استخدمها الشباب الواعي استخداما صحيحا و فعالا , فمن اضرم النار هو الشهيد محمد البوعزيزي هو الشباب العاطل هو صوت المغيّبين و المهمّشين و المقموعين و أيضا حتمية التغيير التي طالما ظل الاستبداديون غافلين عنها هناك حقيقة يتجاهلها الكثيرون وهي مهما طال الليل لسنوات و مهما تعدد حراسه و أنصاره سيطلع الفجر شاء من شاء و أبى من أبى .
9 ـــ ماهو عملك الإبداعي الأدبي القادم ولمن سيكون السبق في نشره للورق أم للإنترنت ؟

عملي القادم هو ديوان طيف نبيّ سيصدر ورقيّا عن دار الغاوون بلبنان و من المحتمل أن يُنشر لاحقا اليكترونيا .

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير
back to top