الجمعة، 27 ديسمبر 2013

نتوقع أن الصحافة الورقية، بما فيها الملاحق، ستظل تصارع صعوبات لوجيستيكية لا تعترض رديفتها الإلكترونية. الأستاذ محمد العربي المساري

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  12:50 م

نتوقع أن الصحافة الورقية، بما فيها الملاحق، ستظل تصارع صعوبات لوجيستيكية لا تعترض رديفتها الإلكترونية.
الأستاذ محمد العربي المساري
صحافي وكاتب مغربي شغل وزيرا للإتصال من مارس 1998 إلى سبتمبر 2000 في حكومة عبد الرحمن اليوسفي. كما عين سابقا سفيرا للمغرب بالبرازيل.
فرض علينا التطورالحاصل في تيكنولوجيا الاتصال الدخول في تحولات هامة، تمثلت في حدوث سرعة فائقة في تدفق المعلومات، واتساع كبير لقاعدة المستفيدين من هذا التدفق، وبالتالي وقوع تغير ملموس في عمل وسائل الاتصال، من حيث الإقبال على الحاسوب والهاتف للتزود بالمعلومات وللتعبير عن الأفكار.
- وبالمقارنة مع الصحف الورقية، نما بسرعة عدد قراء الوسائط الإلكترونية في المغرب. إن الفئة الأولى لا يتعدى حجمها 230.000 ألف قارئ في اليوم. بينما ارتفع عدد قراء الصحافة الإلكترونية من حوالي 30.000 في منتصف التسعينيات إلى ما يناهز حوالي مائتي ألف، في ظرف ثلاث سنوات.
- وحينما اتخذت الحكومة برنامجا لتعميم الرقمنة فيما بين 2009 /2013، وصل عدد الموصولين بشبكة الأنترنيت حسب أرقام أعلن عنها في مايو الماضي، في تقرير لمجموعة أوكسفورد، إلى 49 % من السكان.
- وحسب تقرير ANRT عن سنة 2011 فإن عدد القرى المقرر تغطيتها بالتجهيزات الهاتفية هو 9263 . وبينما كان عدد القرى التي تمت تغطيتها في 2008 هو 2120 قرية، ارتفع العدد في 2011 إلى 8840.
وهذه الأرقام تدلنا على السرعة التي يتم بها توسع شبكة الاتصال عندنا، والنجاح في فك العزلة عن المناطق المحرومة، وبالتالي تهييء الظروف للتغلب على العوائق الجغرافية والمادية، مما يتيح للمبدعين مهما تباعدت المسافات، وبغض النظر عن التضاريس، أن يتواصلوا فيما بينهم وأن يوصلوا رسائلهم، بل وأن يلجوا أكبر المكتبات في العالم بما فيها من كتب تمت رقمنتها، وحتى المكتبات التي تبيع عن بعد.
وستستفيد الإنتاجات التي ترسل عبر الشبكة بالعربية، من العناية الفائقة التي توليها أكبر الشركات الإلكترونية العالمية، حيث تعرف منطقة الشرق الأوسط رواجا يفوق المعدلات المعروفة في مناطق أخرى من العالم، بفضل ما تمثله أسواق البلدان العربية من أهمية بالنسبة لمنتجي العتاد الإلكتروني.
وسيكون من السهل أن نتوقع أن الصحافة الورقية، بما فيها الملاحق، ستظل تصارع صعوبات لوجيستيكية لا تعترض رديفتها الإلكترونية.
وكما قلت في مناسبة سابقة فإن الإنتاج الورقي سيظل قائما مثلما ظل المسرح قائما رغم ظهور السينما والتلفزيون. وهذا كلام آخر.
م ع المساري، صحافي
8/9/2012

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير
back to top