الدكتورمحمد العمري أستاذ باحث في علم البلاغة “عودة الحياة”
1 ـــ كيف واكبت وعشت ككاتب ومثقف هذه الأحداث
؟
أوقفتُ كل أنشطتي العلمية، وطويتُ ملفاتي الخاصة،
وخصصتُ كلَّ وقتي للرصد والدعم: من خلال المقالات والردود والمشاركة في الندوات والحوارات.
كان همي المساهمةَ في رسم المسار المغربي، والتحفيز للاستمرار، ومقارعة الخصوم الذين
كانوا في البداية من البلطجية/ المرتزقة، قبل أن يظهر خطر اختطاف الثورة من قبل الأصولية
المتطرفة.
وهكذا كتبتُ عن الخطاب البلطجي، وحاضرتُ في المسار
المغربي، ورددتُ على أعداء الحرية الفردية والمساواة. اعتبرتُ من البداية أن الأمر
يتعلق باستحقاق تاريخي سيكون الالتفاف عليه هذرا لفرصة لا تعوض. اعتقدتُ أن مهمتي هي
محاولة حماية هذه الحركة، وفضح خصومها. توجد نماذج من مساهمتي في موقعي على الأنتيرنيت.
بل أنا أعتبرُ كتابي: منطق رجال المخزن وأوهام الأصوليين، وما تلاه من مقالات مساهمة
في بلورة الحركة، قبل انطلاقها.
2 ـــ في رأيك ما هو الحدث الثقافي البارز
الذي وسم هذه السنة ؟
هناك حدثان ضخمان: حدثٌ في الذات والجوهر، وحدث
في الوسيلة، حدثان متلاصقان بلا انفصال: الحدث الأولُ سيكولوجي قيمي، يلخصه حلولُ قيمة
الحرية محل قيمة الحياة، أو بالأحرى قياس الحياة بمقياس الحرية: الاستعداد للموت من
أجل الحرية. كان الأمر حملاٌ طويل الأمد، ثم لعبَ التواصل والنقاش المباشر على الأنتيرنيت
دورَ المولدة. الحوار خلق روح الجماعة، ومن روح الجماعة تتولد روح التضحية، يقولون:
“الموت وسط الرجال نزاهة”. إنها عودة الحياة.
يحلم عبيد المخزن حين يحاولون الالتفاف على الحركة،
إن تمادوا غيهم ستكون الكارثة. النهر مندفع نحو مصبه.
أخشى أنك تنتظر مني أن أحدثك عن المناوشات العبثية بين الكتاب المغاربة
ووزير الثقافة..!
3 ـــ لوطلبنا منك عنوانا لأحداث هذه السنة
أي عنوان تقترحه ؟
إذا وضعنا مصير القذافي أمامنا، واعتبرناه رمزا
للحالات الأخرى التي كان القتل فيها معنويا ورمزيا، قلنا مع امرئ القيس: “بنو أسد قتلوا
ربهم”.
وإن شئت قلت: “عودة الحياة”
4 ـــ هل تفكر في توثيق أحداث هذه السنة في
عمل أدبي أو علمي؟
السؤال يفترض أننا وضعنا هذه السنة وراءنا، ربما
بالنظر إلى أن الانتخابات الجارية (هذا اليوم الجمعة 25 نونبر 2011) ستحسم الموقف.
تصوري يذهب في مسار آخر. أنا اعتقد أننا في بداية مسار مفتوح على المستقبل، وهو في
حاجة إلى المواكبة والمراقبة، وذلك ما سأقوم به إن بقيت على قيد الحياة. وقد سبق لي
أن قلتُ، في إحدى المحاضرات، أن مدى هذا المسار سيمتد على مدى ربع قرن: عشر سنوات منها
للوصول إلى ملكية برلمانية حقة، والباقي لإعادة تربية جيل جديد قليل النفاق، قليل الرغبة
في السرقة والتسول.. الجيل الحالي مدغول.. مريض.
هذا حال المغرب، أما بعض البلاد العربية (مثل ليبيا
واليمن..) فالله وحده أعلم بما ستؤول إليه أمورها. نحن في البداية. ما زلنا في حاجة
إلى إقناع بعضنا بعضا (بكل الوسائل) بأن الدولة الحديثة لا يمكن أن تبنى إلا على مبدأ
المواطنة الحقة، ولا مواطنة بسلب إرادة الأفراد بأية ذريعة، دينيةً كانت أو عرقية أو
ريعية اجتماعية. الشباب الحالي مستعد لخوض هذه المعركة، وأنا معني بها، لأنها داخلة
في برنامج حياتي منذ البداية، لا أنظر إليها بمقياس الربح والخسارة الفردية. ها أنا
أكتب دون أن أشعر..!
0 التعليقات: