1ـــ كيف واكبت وعشت ككاتبة هذه الأحداث
؟
لا أحد ينكر أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها العديد
من الدول، قد تركت أثرا عميقا لدينا وفيكل أنحاء العالم، ورسخت مفاهيم وثقافة جديدة
و أحدثت إشكالية سياسية في المفهوم الجديد
للبناء الذاتي والتطلعات الشعبية للتغيير ،فأحيت
أملا في نفوس الشعوب التواقة للحرية والعدالة الإجتماعية. الشعوب التي ظلت رهينة للخوف
والتردد والسكون، لكنها كسرت كل تلك القيود لتقول بغضب لا للظلم،لكن في نفس الآن تركت خيبة أمل كبيرة، فالحلم
بالعدالة وبربيع بلا دماء تلاشى، وما وقع ويقع غيّر اتجاه هذا المفهوم، فقد تحولت بعض
الثورات كما وقع في ليبيا مثلا، من ربيع للتغيير
إلى حديقة للملذات، لذة القتل ولذة الانتقام. فتعنُّت الأنظمة الديكتاتورية ورفضها
للتغيير و إصرار الثوار على الإنتقام طغى على كل شيء، فأزهرت ثقافة الثأر حتى أصبحت
هي المطلب الأول للجميع، وغاب الحلم بتحقيق العدالة، وأصبح مفهوم العدالة هو القتل
والعقاب الدموي، وأصبحت أدوات الثورة هي البطش و سفك الدماء، لكن لو عدنا بالذاكرة
إلى الوراء لوجدنا أنه لا ثورة بلا دفع هذا
الثمن الباهظ للتغيير.
2ـــ في رأيك ماهو الحدث الثقافي البارز
الذي وسم هذه السنة ؟
إذا كان القصد من السؤال هو الحدث الثقافي الذي تنطبق عليه المواصفات
الثورية أو حتى يواكب ما يجري الآن، فأنا شخصيا
أخجل من أن أقول لك للأسف دور الثقافة كان غائبا والمثقف كان له دور تابع في هذه الأحداث ومتفرج في غالب الأحيان،ولم يكن
للثقافة دورها الريادي المطلوب في خلق وعي ثوري حتى تخلق هذا الحدث البارز … المثقفون
كانوا مشغولين بتضخيم أناتهم ولا زالوا!! ولم تكن لديهم سوى هموم صغيرة جدا، لذلك المثقف
كان تابعا لا مبدعا. وهذا جانب يحتاج أيضا إلى ثورة، أقصد الثقافة. فالمطلوب من المثقف
أن يكون له موقف واضح (على الأقل الآن)، لكن للأسف بعض المثقفين يمسكون بالعصا من الوسط
على أمل أن يتأكدوا لأي جانب تميل الكفة!! وبعضهم اعتبر الثورة أداة يفرغ من خلالها
كل أحقاده وغرائزه لذلك غاب المثقف وغاب دور الثقافة، فكانت الساحة الثقافية خالية
في هذا الجانب الحيوي لأي تطور إجتماعي وسياسي، وكأنَّ المبدع من كوكب آخر.
3ـــ لوطلبنا منك عنوانا لأحداث هذه السنة
أي عنوان تقترحينه؟
في رأيي لا نستطيع أن نبتكر عنوانا أبلغ من ( الثورة
الإنسانية) لأن هذه الثورة كانت ثورة ضد الخوف، ضد القمع وضد ثقافة التهميش، والإستخفاف
بحق الشعب في العيش الكريم، ثورة لإحداث تغييرات جذرية ضد طبقة تستحوذ على خيرات الوطن
و طبقة ترزح تحت نيران لقمة العيش ثورة ضد استبداد الإنسان لأخيه الإنسان
4ـــ هل تفكرين في توثيق ثورات هذه السنة
في عمل شعري ؟
شخصيا لست ضد الفكرة، لكن أعتبر الشعر حالة فنية
خاصة، تسكن الشاعر وليس توثيقا حرفيا كما في الشعر الخطابي مثلا. لكن لدي دائما هواجس
إنسانية ثورية، عبرت عنها كثيرا بشكل غير مباشر، فالكاتب أيضا مواطن له معاناته و تطلعاته
الإنسانية ويجب أن يكون له موقف واضح وإنساني ممّا يجري حوله، فأنا لا أشعر بأنني غير
معنية بكل ما يجري.
0 التعليقات: