د. أحمد أبو مطر كاتب وأكاديمي عربي يقيم في النرويج :عام عودة الكرامة والحرية العربية
1 . كيف عشت وواكبت كمفكر ومثقف سياسي هذه الأحداث؟
هذه الأحداث والتطورات العربية التي بدأت وانطلقت
من تونس في نهاية ديسمبر 2010 ، ثم انتقلت
بسرعة خاطفة إلى مصر واليمن وليبيا والبحرين وسوريا، كانت مفاجئة لي ، نتيجة تشخيصي
ودراساتي السابقة حول أنّ ( الاستبداد صناعة عربية بامتياز)، إذ تعودنا منذ بداية ما
عرف بالعصر الأموي على استمرار الحاكم في السلطة من المهد إلى اللحد، وانقلاب الأخ
على أخيه والولد على الوالد، واستمر هذا الوضع الديكتاتوري في العصر العباسي واصلا
لعصر حكام العرب في العصر الحديث.
ومن يتخيل أنّ الشعوب العربية هي الوحيدة في العالم
التي كانت وما زال بعضها يهتف للمستبد والطاغية ( بالروح والدم نفديك يا ….). نتيجة
هذا الوضع السائد كانت هذه الثورات العربية التي أطلق عليها ( الربيع العربي ) مفاجأة
سارة ومفرحة لي، إذ أدركت أخيرا هذه الشعوب أنّ الطاغية مهما امتلك من القوة والرصاص
فهو أكبر الجبناء عندما يواجهه الشعب. لذلك فرّ زين العابدين بن علي فور انطلاق الثورة
التونسية، ورحل حسني مبارك وأولاده وهاهم في زنازين السجن حاليا، ولاقى الطاغية القذافي
بعد 42 عاما من الديكتاتورية والجنون المصير الذي يليق به، وهاهو علي عبد الله صالح
حاكم اليمن لما يزيد على ثلاثين عاما، يستوعب الدرس أخيرا، فيوقع على المبادرة الخليجية
التي تسمح له بالتنحي بجزء ولو بسيط من كرامته، وما يزال الشعب السوري ثائرا للتحرر
من حكم عائلة الأسد طوال 41 عاما. لذلك نتيجة هذه المفاجأة المفرحة لي كانت وما زالت
أنّ أغلب كتاباتي وتحليلاتي منذ يناير 2011 عن هذه الثورات في مختلف الأقطار العربية.
2 ـــ في رأيك ماهوالحدث الثقافي أوالإعلامي
البارزالذي وسم هذه السنة ؟
أرى أنّ الحدث الإبرز إعلاميا لهذا العام هو دور
فضائية الجزيرة في التغطية المباشرة للثورات العربية من داخل مكان الحدث. وأيا كان
موقفك أو ملاحظاتك على سياسة الحكومة القطرية فهذا موضوع آخر، لا يلغي الإشادة بدور
فضائية الجزيرة تحديدا في تغطياتها المميزة المنحازة للشعوب. والدليل على تميز هذا
الدور هو الرعب الذي عاشته بعض الأنظمة، وقيامها بالضغط والتخويف لمواطنيها العاملين
في الجزيرة للتوقف عن العمل فيها، فاستجاب البعض وترك العمل، ورفض البعض وما زال يعمل
فيها منحازا علانية لشعبه الثائر ضد الطغيان. أما الحدث الثقافي الأبرز فهو الانحياز
المخزي للعديد من المثقفين لجانب الطاغية خاصة في سوريا، فموقف اتحاد كتاب سوريا بصراحة
موقف مخزي بامتياز لا يشرفهم ولن يشرفهم في المستقبل بعد انتصار الشعب السوري. والمؤلم
أكثر هو وقوف بعض الكتاب الفلسطينيين إلى جانب طاغية سوريا بحجة نظام الممانعة، وهو
نظام مقاومة بالثرثرة فلم يطلق رصاصة على الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1973 ، ولم يسمح
منذ عام 1967 لأي تنظيم فلسطيني بإطلاق أية رصاصة على الاحتلال من الحدود السورية.
لذلك أطلق بعض الثوار السوريين ما أسموه ( قائمة العار ) ناشرين فيها أسماء أولئك الكتاب
والمثقفين والفقهاء الذين وقفوا مع الطاغية، وكم كان شجاعا وصريحا المرحوم المؤرخ والباحث
الاجتماعي العراقي الدكتور على الوردي عندما أطلق عليهم قبل ستين عاما (وعاظ السلاطين ).
3 ـــ لوطلبنا منك عنوانا لأحداث هذه السنة
أي عنوان تقترحه ؟
أنا أقترح لهذا العام ( 2011 ) تسمية ( عام عودة
الكرامة والحرية العربية
).
4 ـــ هل تفكرفي توثيق أحداث هذه السنة في
عمل أدبي أوعلمي؟
نعم أفكر بالبدء بتجميع كافة مقالاتي ودراساتي التي
كتبتها عن ثورات الشعوب العربية في تونس، مصر،ليبيا، اليمن، البحرين، وسوريا، وتصنيفها
حسب موضوعاتها، ونشرها في كتاب بعنوان ( الربيع العربي ) بعد كتابة مقدمة طويلة لهذه
المقالات أشرح فيها السبب المفاجىء لانطلاق هذه الثورات بعد سكوت ورضوخ للمستبدين زاد
عن سبعين عاما. خاصة أنّ العديد من دراساتي نتيجة خبرة ميدانية في بعض هذه الأقطار
كعملي مدرسا في جامعة طرابلس بليبيا التي أطلق عليها الطاغية القذافي اسم (جامعة الفاتح
)، وعملي وعيشي في سوريا لما يزيد عن تسع سنوات، خبرت فيها نظام الأسد العائلي الطائفي
ميدانيا
الدكتور أحمد أبو مطر
كاتب و أكاديمي فلسطيني،مقيم في أوسلو.
من مواليد مدينة ( بئر السبع ) – فلسطين المحتلة
– عام 1944
.
نشأ في مخيم ( رفح ) للاجئين الفلسطينيين في قطاع
غزة.
درس المرحلة الثانوية في مدارس القطاع ، والدراسات
الجامعية في الجامعات المصرية.
حاصل على درجة الدكتوراة في الأدب و النقد ، من
جامعة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية عام 1979 .
عمل مدرسا في جامعة الفاتح في ليبيا ، و جامعة البصرة
في العراق.
صدر له الكتب التالية:
دراسات في الأدب الفلسطيني ، دار الطليعة – الكويت
1978 .
عرار…الشاعر اللامنتمي ، طبعتان : الإسكندرية
1978 ، و دمشق 1986 . تنويعات غير قانونية ( قصص قصيرة ) ، طبعتان : الإسكندرية
1978 ، و دمشق 1986
.
الرواية في الأدب الفلسطيني من عام 1950 و حتى عام
1975 ، طبعتان : وزارة الإعلام العراقية عام 1980 ، و المؤسسة العربية للدراسات و النشر
، بيروت 1981.
بيروت…وعي الذات، الأمانة العامة لإتحاد الكتاب
الفلسطينيين، دمشق 1983
الرواية و الحرب ‘ المؤسسة العامة للدراسات و النشر
، بيروت 1996
.
الثقافة المصرية في زمن التطبيع ، الأمانة العامة
لإتحاد الكتاب العرب ، عمان 1996 .
سقوط ديكتاتور ، دار الأنصار الإسلامية ، بيروت
2003 .
فلسطينيون في سجون صدام ، دار الأنصار الإسلامية
، بيروت 2004
.
مقالات كويتية..عن الكويت و الديكتاتور أيضا، دار
الأنصار الإسلامية- بيروت 2005
الإسلام والعنف، بالاشتراك مع د. خالص جلبي و د.
زهير المخ، دار الكرمل ، عمان ، طبعتان: 2005 و 2006
أحداث الحادي عشر من سبتمبر كما يراها كتاب و مقكرون
عرب (إعداد و تقديم ) ، دار الكرمل للنشر والتوزيع، عمّان – الأردن، 2007
حزب الله الوجه الاخر (إعداد و تقديم ) ، دار الكرمل للنشر والتوزيع،
عمّان – الأردن، 2008
الخطر الايراني وهم ام حقيقة
(إعداد وتقديم)،المصرية للنشر والتوزيع ،القاهرة 2010
بالإضافة للمشاركة في العديد من المؤتمرات الأدبية
والسياسية، والبرامج التلفزيونية خاصة برنامج (الإتجاه المعاكس ) بقناة الجزيرة
ahmad.164@live.com
http://www.dr-abumatar.net
0 التعليقات: