د. إدريس جندا ري كاتب و باحث الأكاديمي من المغرب : الفينيق ينبعث من رماده
1- كيف واكبت وعشت ككاتب هذه الأحداث ؟
منذ السقوط المدوي لدكتاتور تونس؛ تغير إيقاع الكتابة
–طبعا- و أصبحت شخصيا أومن أن قدر الكاتب و الباحث الشاب؛ في عالمنا العربي؛ هو أن
يواصل مسار سابقيه من الكتاب و الباحثين؛ مسار النضال من أجل قيم إنسانية بديلة؛ و
مسار النضال من اجل نموذج سياسي و اجتماعي و ثقافي مغاير. و لذلك كانت هناك جاذبية
ما؛ تنتزعنا من تخصصاتنا العلمية الدقيقة؛ و ترمي بنا في أتون هذا الحراك العربي؛ لنجد
أنفسنا؛ و نحن نكرر في كل مرة فعل الاحتراق؛ من اجل ولادة جديدة لأمتنا.
2 ـــ في رأيك ما هو الحدث الثقافي البارز الذي وسم هذه السنة؟
مغربيا؛ لن أتردد في اعتبار إصدار البيان الديمقراطي؛
من طرف مجموعة من المثقفين المغاربة؛ أهم حدث؛ لأنه يحمل رمزية كبيرة؛ تتجلى في عودة
المثقف إلى مقارعة الشأن العام؛ بعد أن انسحب مضطرا؛ في ظروف سياسية رديئة؛ لقد أحس
المثقف من جديد؛ أن صوته رسالة قوية؛ يجب أن تصل عبر الأثير؛ ما دام تدجين المؤسسات
الثقافية قد وصل مداه؛ و لا يمكن أن ننتظر منها يوما؛ أن تعبر عن الصوت الاحتجاجي.
3 ـــ لو طلبنا منك عنوانا لأحداث هذه السنة
أي عنوان تقترحه ؟
ما حدث هذه السنة؛ عظيم جدا؛ و من الصعب اختزاله
في عنوان؛ قد تكون للأسطورة فعاليتها في هذا
المقام؛ و خصوصا أن أحداث هذه السنة؛ انطلقت من حدث الاحتراق؛ الاحتراق باعتباره ولادة
جديدة؛ و ليس باعتباره انصهارا للجسد وسط النيران المشتعلة؛ لقد كان الشاعر العربي
الكبير (أدونيس) في حالة ارتقاء (النرفانا الشعرية) حينما صور العروبة؛ طائر فينيق
يحترق؛ ليعلن ولادة جديدة لهذا الامتداد الحضاري العربي الذي يضمنا . لنقترح إذن عنوانا
لهذه السنة : الفينيق ينبعث من رماده
4 ـــ هل تفكر في توثيق أحداث هذه السنة في
عمل أدبي أو علمي؟
نعم؛ شغلي الشاغل خلال هده السنة؛ هو مواكبة ما
يجري من أحداث على الساحة العربية؛ بالتحليل و الدراسة؛ لمحاولة فهم ما يجري؛ و كذلك
للمساهمة؛ إلى جانب نخبة من الكتاب و الباحثين العرب؛ في تنوير الرأي العام العربي؛
كي نحافظ جميعا على خضرة هذا الربيع العربي الذي يؤسس؛ اليوم؛ عن جدارة لمسار تاريخي
جديد في العالم العربي؛ حيث تنجح الإرادة الشعبية –أخيرا- في مواجهة مخططات الاستعمار الجديد؛ و في مواجهة
الأنظمة التسلطية الداعمة له. أملي أن أوفق
في توثيق مجمل الأعمال الفكرية التي ساهمت بها في الجرائد العربية و المغربية و في
مجلات علمية متخصصة؛ في كتاب شامل سيصدر قريبا.
0 التعليقات: