الجمعة، 27 ديسمبر 2013

لينا شدود شاعرة من سورية

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  5:19 ص


في الشعر نصبح وجهاً لوجه أمام هواجسنا وانكساراتنا
 
 
 
 لينا شدود شاعرة من سورية

1-أستغرب أن يكون للشعر يوما ً خاصا ً للاحتفاء به, الشعر يفرح ويحتفي بكل نص مختلف, يكشف عن سماء جديدة، بعيداً عن بشاشة الوقت البليد وكسل الرؤى..
الشعر لا يكترث بعيدٍ يُمجّده، بل يجتهد لاكتشاف المزيد من العقول الغضّة ليحقنها بهواجسه.
2- لا أعرف كيف سأحتفي هذا العام بالشعر فيما تعاني القصيدة من الوحشة و تنتابها الكوابيس. صار علينا أن نستعيد بلاغة البركان بعيداً عن رطوبة الملاحم،   وأن نُخرِج القصائد المطمورة في خاطرنا.
إنه وقت ولادة المعجزات الجديدة.
لم يعد الفجر حكرا ًعلى الأفق, صار لكل قصيدة فجرها الخاص، وربيعها غير المَعني بربيع يُفرَض عليه، ليمطّ الخديعة بسواد يُبشّر به أعداء الحياة.
3-أثق جداً بقدرة الشعر على ترميم الخراب، وليس في يوم عيده فحسب، هذا ما ألاحظه على نفسي أولاً. أنا أتداوى بالشعر، مع أن شعلته غير مرئية، ولكنها على الأقل تُضيئنا من الداخل.
 في الشعر نصبح وجهاً لوجه أمام هواجسنا وانكساراتنا،
تارةً نُغري القصيدة بالغليان لنذيب الصدأ، ونمحو كل ما يؤرّقنا، وتارةً نستعين بها لنحرق أفكارنا اليابسة…حتى أن قصائدنا تكاد تكون جدراننا العازلة عن الهزّات.
4- للإنترنِت ومواقع التواصل الاجتماعي فضل لا بأس به في تقريب المسافات، خاصة أن الشعر لا يطيق الحدود، بل ومُولع بالكسر والتحطيم.
لقد أسرّ هذا التواصل الشعر والشعراء بالكثير من الصداقات الغنية والمُلهمة التي تمنح إحساساً سيّالاً باللهفة لاقتفاء أثر من نحب، بحواس مدرّبة وذاكرة نقية للبحث عن اللؤلؤ. معهم فقط..نطمئن إلى وساوسنا المُلّحة التي تقود على الأغلب إما إلى تحليق شهي أو العوم في فراغ مائج…مبتعدين ما أمكن عن كائنات أُصيب أغلبها بشحوب في اللغة، وضيق الأفق.
5- الشعر يحتفي بعيده، ونحن ما زلنا نختلف على تعريفه، وتحديد منزلته ومسؤوليته بالنسبة لنا. لن أُكدِّره في يوم عيده، ولن أُلصِق به التُهم التي اعتاد الشعراء على رميه بها. سأعتبره طفلي المُدلَّل، بل وسأُبالغ في دلاله  …لا أظنه سيبخل عليّ إن منحته عافيتي، وكشفت له عن أوهامي.
هو أناني على أية حال، وأحياناً عاق، وممكن أن ينكرني إن توانيت ولو قليلاً عن مدّه بما يُرضيه من ألق، لأنه ماكر وكثيراً ما غدر بمن رحلوا، ودائماً سيتحين الوقت المناسب للّدغ، حتى ولو رقّ وابتسم، ومع ذلك،  يبقى الشعر الأدب الوفي لما يُخزّنه داخلنا من دهشة كامنة وكثافة في الوعي، وأبداً ستبقى عيوننا  شاخصة إليه، لجمع أرواحنا من الشتات.

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير
back to top