عودة هذه الملاحق والصفحات الى ريادتها سيكون من المستحيلات : أحمد علوة

عودة هذه الملاحق والصفحات الى ريادتها سيكون من المستحيلات

 

 أحمد علوة

أديب ومنشط برناج ألف ياي الثقافي براديوأتلانتيك

في الأصل تراجعت هذه الملاحق والصفحات الثقافية وتراجع دورها ولم تعد بوهج الماضي الجميل حين كانت ملاذا ثقافيا وفكريا ومحركا حقيقيا للشأن الثقافي في البلاد ..الانترنيت وهذا التحول الكبير في عادات وطبائع القراء في التعاطي مع ماهو الكتروني لم يكن هو العامل الوحيد وراء “موت” الملاحق والصفحات الثقافية في الجرائد بل هي أسباب كثيرة من أهمها انغلاق هذه الملاحق

على محيطها الضيق حيث تحولت في معظمها لمساحات تجمع أبناء القبيلة الواحدة والحزب الواحد وتجمعا ينفتح فقط في وجه الخلان والصحاب والصحبات والندماء والنديمات ..

والى وقت قريب قبل الموت الفعلي لهذه الملاحق والصفحات تتبعنا كيف هجرتها العديد من الاسماء الكثيرة لمبدعين ومبدعات من طالما شكلوا وشكلن خريطة الكتابة الشعرية والقصصية والنقدية والروائية في المغرب

عودة هذه الملاحق والصفحات الى ريادتها سيكون من المستحيلات لأن ما ستقدمه لن يكون مقنعا ان على المستوى الشكل او المضمون (وان كان أنني لا أعمم ) فإنني شخصيا ما عدت أثق بالجرائد التي تتضمنها هذه الملاحق والصفحات الثقافية لأن الاخيرة مجرد تأثيث شكلي قد تصبح بدون جدوى اذا ما طرأ اي اشهار تافه لأي مشروب أو معجون وقد تزال كليا عند أي اعلانات ادارية طارئة

في الاصل الصفحات الثقافية والملاحق هي انعكاس للمشرفين عليها وسواء في المغرب او في العالم العربي كان اسم المشرف على الصفحة الثقافية يسبق اشعاع هذه الصفحات وعندما لم تعد الاسماء المحترمة ثقافيا في المغرب (ان بقيت) يغريها الاشراف على الاعلام الثقافي لم يعد ايضا لهذه الصفحات والملاحق مبررا لوجودها ..باستطاعتنا الان ومع كل ما يحدث من ثورة الكترونية أن نتابع الشأن الثقافي كما نريد وبالطريقة التي نريد دون أن نعود أدراجنا لملاحق وصفحات بئيسة تقدم أيضا ثقافة بئيسة .