الملاحق تنكمش وينكمش عدد متداوليها، وبالذات منذ أن انتشرت الثقافة الإليكترونية
الأستاذ محمد أقضاض باحث وناقد من المغرب
لقد ألفنا أن نتصفح كل أسبوع ملحقا ثقافيا ورقيا لجريدة معينة، كما درجنا على النشر فيها.وكانت قد شكلت في مرحلة سابقة الأساس الوحيد للنشر الثقافي الصحفي المتتبع اليومي للثقافة الوطنية والإنسانية عموما، وهي التي كانت تطلع المتتبعين على الإبداعات والدراسات الصادرة حول تلك الإبداعات في قراءاتها الأولية وفي الإعلان عليها. وربما شكلت بالنسبة للباحثين
الأكاديمين وعموم الدارسين أحد أهم مراجع المساعدة للتعرف الواضح على المشهد الثقافي خاصة الوطني
غير أن المرحلة الأخيرة بدأت تلك الملاحق تنكمش وينكمش عدد متداوليها، وبالذات منذ أن انتشرت الثقافة الإليكترونيةوأضحت تهيمن بالتدريج على نشر ما كانت تهيمن عليه الملاحق الثقافية ويبدو أن مستقبل الملاحق الثقافية الورقية في انكماش مستمر، بل وأن بعضها بدأ يتعثر في الصدور وكلما تقدمنا في الزمن وتسارع التواصل الإليكتروني في التطور كلما قلت حظوظ الملاحق الورقية في الوجود. لقد أصحى النشر الثقافي الإليكتروني مجالا واسعا وشعبيا في الوقت الذي بقيت فيه الملاحق الورقية نخبوية الانتشار، وشكل النشر الإليكتروني حقلا مهما للحوار بين الكتاب وعموم المثقفين، وهي لا تعرف التخصص بقدر ما يشارك فيها الجميع: المبدع والناقد والمفكر والفيلسوف والعالم… وهي أسرع انتشارا من الملاحق وأسهل تداولا، وفي نفس الوقت أصبحت متاحة للجميع في البيت كما في المقهى ووسائل النقل العمومي عبر الحوامل الإليكترونية الصغيرة بما فيها الهاتف النقال… لذلك ليست الملاحق الثقافية الورقية وحدها المهددة بالأفول بل حتى الندوات الجماعية سوف تلتحق بها مستقبلا وهو ما يهدد، سلبا
ذلك التواصل الحميمي بين الأشخاص والجماعات وهذا يحتاج إلى معالجة أخرى
0 التعليقات: