الجمعة، 27 ديسمبر 2013

المحفوظ أسمهري الكاتب العام لجمعية باحثات وباحثي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغي

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  9:36 م

المحفوظ أسمهري الكاتب العام لجمعية باحثات وباحثي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغي
جعل الأمازيغية لغة رسمية ثانية للبلاد يعتبر ثورة سلمية
س : في رأيك كيف تقيم ما تحقق في المغرب من منجزات دستورية وسياسية وحقوقية للمكون الأمازيغي مقارنة مع وضعه في باقي الدول العربية الأمازيغية الأخرى ؟
ج : أعتقد أن ما تحقق في المغرب من مكتسبات لصالح الأمازيغية يعد مفخرة لكل المغاربة، باعتبارها بداية  مشجعة في مسلسل مصالحة المغاربة مع دواتهم. فعلى المستوى السياسي لابد أن نعترف أن السبق الذي حققه المغرب عندما جعل الأمازيغية لغة رسمية ثانية للبلاد يعتبر ثورة سلمية، نظرا للتغيرات الجوهرية التي ستترتب  عن هذا الترسيم في المستقبل القريب والبعيد، إن على المستوى السياسي أو الحقوقي أو الثقافي أو الاجتماعي.
ولا يمكن أن نفصل هذا الإنجاز السياسي والدستوري عن منجزات سابقة مهدت له، خاصة إدماج الأمازيغية في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين، وذلك بعد إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الذي لعب دورا محوريا في هذا الإدماج.
فإذا كانت هذه المبادرات قد بوأت المغرب مكانة متميزة من بين الدول المعنية بالقضية الأمازيغية، فإنه لا يجب تحويل هذه المكتسبات إلى شعارات تتوخى  فقط تلميع صورة المغرب في مجال الحقوق الثقافية واللغوية على المستوى الدولي. فالمطلوب هو الانخراط الفعلي للدولة قصد أجرأة ما سطره الدستور من مكتسبات لصالح الأمازيغية، وعلى رأسه تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية.     
س : ماهي في رأيك الآليات القمينة برد الإعتبار للتاريخ والحضارة الأمازيغيتين في ظل الحفاظ على وحدة الهوية المغربية في كل أبعادها الإثنية والثقافية والسوسيولوجية وغيرها  ؟
ج : في اعتقادي، رد الاعتبار للبعد الأمازيغي في تاريخ المغرب وحضارته يجب أن يتم عبر مدخلين أساسيين: التعليم والإعلام. فلابد لهذين القطاعين أن يستوعبا التعدد المميز للهوية المغربية بكل تجلياتها. فلا يعقل مثلا أن لا يدرس تاريخ المغرب القديم وحضارته لأبناء المغاربة في مراحل التعليم الثانوي، لأهميتها في تكوين شخصية التلميذ. كما لا يمكن الحديث عن الهوية المغربية المتنوعة في ظل الوضع الراهن لمشهدنا الإعلامي الذي يتعامل مع الأمازيغية بنظرة دونية. كما أن رد الاعتبار يقتضي حضور الأمازيغية في كل الرموز السيادية للدولة، ومنها كتابة الأمازيغية على النقود وترجمة النشيد الوطني إلى الأمازيغية.
س : كيف تنظر إلى مستقبل المكون الأمازيغي على مستوى دول شمال إفريقيا ، ألا تهدد بعض دعوات الإنفصال التي تجهر بها بعض هيآت المجتمع المدني الأمازيغي القاطنة في أوروبا إلى تهديد الاستقرار وإلى المزيد من الإنفجارات في هذه الدول ؟
ج : أعتقد أن من المعضلات الكبرى التي تنتظر دول شمال إفريقيا في المستقبل القريب هو مشكل الهوية. فلابد من شجاعة سياسية وحكمة وتبصر في معالجة هذه القضية، قبل أن تتحول إلى قنابل موقوتة تهدد السلم الاجتماعي بالمنطقة. هناك قاعدة عامة ” التطرف يحارب بتقوية الاعتدال”، ولهذا فخطاب التطرف الذي نجذه في صفوف الحركة الأمازيغية يجب أن يحارب بترجمة فورية للحقوق الثقافية واللغوية على أرض الواقع. في اعتقادي خطاب الانفصال في صفوف هذه الحركة لا يشكل خطرا على أرض الواقع في الوقت الراهن، لأن الإعلام هو الذي يهول منه.لكن هذا لا يعني أنه لن يشكل خطرا في المستقبل المنظور، إذا لم تتغير مقاربات الدول المعنية في كيفية تعاطيها مع القضية الأمازيغية    
س : وضعت ميكروسوفت ويندووز8 تيفيناغ ضمن الخطوط المعتمدة عالميا مما سيمكن التراث والحضارة والثقافة والأدب الأمازيغي من أدوات المعلوماتية والرقمية والنشر الإلكتروني على أوسع نطاق شبكي (إنترنت). ألا يمكن الحديث اليوم عن بداية انشطار في مكونات الهوية المغربية إلى مكونين مستقلين أحدهما عن الآخر؟؟
ج : ولوج الأمازيغية للمنظومة المعلوماتية  شرط ضروري لتطويرها، ولا أعتقد أنه بداية انشطار في مكونات الهوية المغربية كما جاء في سؤالكم. فغنى هذه الهوية  يكمن في تنوعها، وإلا سنعود مجددا إلى مبررات الخطاب الإقصائي الذي يختزل الهوية المغربية.
أعتقد أن هذا الإنجاز يحسب أيضا للمغرب في سعيه للنهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين، لأن إدراج تيفيناغ في ” ويندوز 8″ لم يكن يتحقق لولا العمل الذي قام به المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. فالإشعاع الذي سيتحقق للأمازيغية في المجتمع المعلوماتي سيلعب أيضا دورا في التعريف بالبعد الأمازيغي من تاريخ شمال إفريقيا وحضارته.
س : على المستوى الإعلامي السمعي البصري كيف تقيم التجربة الحالية وماهي مقترحاتك للنهوض إعلاميا بالمكون الأمازيغي ؟
ج : الملاحظ أن قنوات القطب العمومي خصوصا القناتين الأولى والثانية شرعت مع بداية الألفية الثالثة في إيلاء أهمية خاصة للأمازيغية لغة وثقافة وحضارة، ويظهر هذا من خلال إنتاج وبث برامج أمازيغية وتأهيل النشرات الإخبارية.
ومن أهم المحطات البارزة في هذا التحول أيضا إنشاء قناة تمازيغت، وهي، قناة عامة جاءت لتسلط الضوء على الأمازيغية وثقافتها ولغتها. وهي تساهم اليوم رغم حداثة سنها في تثمين التعددية اللغوية والثقافية والمعرفية في الإعلام المغربي. بحيث تحاول توجيه مضامينها وبرامجها إلى المشاهدين المغاربة قاطبة.
أما بخصوص المقترحات التي يمكنها أن تساهم في تجويد مكانة الأمازيغية في إعلامنا الوطني، فنذكر منها:
ضرورة التزام قنوات القطب العمومي ببنود دفاتر التحملات في ما يخص الإنتاج الأمازيغي، وذلك لإبراز مكونات الأمازيغية باعتبارها رافدا من روافد الثقافة والحضارة المغربيتين
-تخصيص موارد مالية كافية لتشجيع الإنتاج الأمازيغي وفرض مقاييس صارمة في الجودة؛
-تأهيل العاملين في مجال الإعلام السمعي البصري الأمازيغي (التأهيل العلمي والمهني: النظري والتطبيقي اللازمين)؛
-وضع مقاييس صارمة لاختيار أجود المنتوجات الأمازيغية الدرامية والفنية والوثائقية لقطع الطريق أمام المقاربات الفلكلورية التي تجعل من الأمازيغية سلعة للاستهلاك؛
-الرفع من ساعات البث المخصصة لقناة تمازيغت؛
-إدراج الثقافة واللغة الأمازيغية في معاهد التكوين والمدارس والكليات التي تدرس مواد  الإعلام السمعي البصري.
المحفوظ أسمهري، الكاتب العام لجمعية باحثات وباحثي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير
back to top