الوسائط الحديثة أثرت على مسارات الملاحق الثقافية و حضورها عبد العزيز بنعبوصحفي و شاعرالمشرف على المنعطف الفني “و هو ملحق أسبوعي يصدر عن يومية المنعطف”
الحقيقة أن الحديث عن الملاحق الثقافية و الفنية ، هو حديث حنين و نوع من النوسطالجيا. لكنه أيضا و بالأساس حديث صروح ثقافية أسست لفعل ثقافي مغربي مميز . بحيث أن الملحق الثقافي والفني كان و لا يزال يعتبر جسرا للتواصل الثقافي و الفني من جهة ، و من جهة أخرى فضاءا لصناعة اللحظة الثقافية و الإبداعية بإمتياز. طبعا الوسائط الحديثة أثرت على مسارات الملاحق
الثقافية و حضورها ، لكنها لم تنف الحاجة إليها . بل أضافت إلى تنافسيتها جرعة أساسية لتنهض بمنتوجها و ترتقي به. فلم يعد الملحق الثقافي يملك السلطة الثقافية بقدر ما انه يلتزم اليوم بموقعه كفاعل أساسي في نقل المعلومة و رصد التجارب و ترجمة تفاعلات المشهد الثقافي و الفني الوطني. و صراحة انا ضد هذا المقاربة و المقارنة بين الورقي و الإلكتروني فالمنتوج نفسه نجده ورقيا و إلكترونيا الفرق الوحيد يكمن في صيغة التواصل . لأنني أرى في الأساس أن الأمر فيه تكامل بين هذا و ذاك و لا أحد ينفي الحاجة إلى الأخر.
لا يمكن لأحد أن ينفي الحاجة للأخر ، فالورقي رغم تطور الإلكتروني إلأ أننا نرى تلك الرغبة الملحة للعديد من الكتاب في أن تظهر كتاباتهم ورقية حتى و إن كانت لديهم حظوة و سطوة في النشر الإلكتروني.كما أن الكاتب الذي ينشر أو يشرف على الملحق الثقافي الورقي، وجد نفسه مضطرا لأن يرتاد أفاق النشر الإلكتروني. اما من بين الأسباب التي جعلت النشر الإلكتروني منتشرا و ذا سلطة اليوم، هي تلك الممارسات التي كان ربما يمارسها بعض المسؤولين على الملاحق الثقافية سابقا. و أتحدث من صميم تجربتي السابقة كشاعر حاول دائما أن ينشر قصائده . و هو ما حاولت تغييره مع الملحق الثقافي لجريدة المنعطف الذي أشرفت عليه طيلة سنوات ، ثم إشرافي اليوم على المنعطف الفني الذي يصدر كل أسبت و أحد. فشخصيا لم أكن أضع الحواجز أو الشروط امام مرتادي المنعطف الثقافي و لم يكن هناك من دخل للحزب في ما ينشر. طبعا الشرط الوحيد و الاوحد هو الجودة و هنا يطرح أكثر من سؤال احد هذه الأسئلة هو من يملك سلطة الحكم على إبداع الأخرين.
الخلاصة التي أراها أن الملاحق الثقافية لن تنقرض كما يتوقع البعض، بل ستستمر و تواصل رسالتها الإعلامية و الثقافية و الفنية كما هي مجبولة على ذلك . و النشر الإلكتروني طبعا سيزداد إزدهارا و إشراقا و تطورا لكن لن يكون ذلك على حساب الورقي أبدا أبدا … فالحنين لا تمحوه نظرة و الحاجة لا ينفيها قضاؤها.
0 التعليقات: