الجمعة، 27 ديسمبر 2013

وفاء مليح كاتبة من المغرب

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  5:09 ص

يوما نعانق فيه الحياة في عمقها وصفائها










وفاء مليح كاتبة من المغرب

1- الشعر تلك اللغة الأخرى التي تقول ما لا نراه ولا نسمعه، لغة تسبر الأغوار والأعماق، تسافر بنا إلى عوالم تفتح أمامنا منابع تطهير روحي يسمو بالروح والوجدان، يغسل الإنسان من أدران عفن تختزنه النفس خلال معيش الحياة. الشعر هذا الكائن الأدبي الرقيق جدا، غذا  كائنا معزولا في عالم مغرق في الماديات، عالم لم يعد يصغي إلى لغة حالمة منعزلة، لغة تجنح إلى الماوراء. 21 مارس من كل سنة، اليوم الأول من أيام الربيع، عنوانا للحياة ورفضا للرتابة والسأم. في هذا اليوم   يحتفي العالم بالشعر، يتذكره قراءه، ليكون يوما يتربع فيه هذا الجنس الإبداعي على عرش الإبداع ويشدو قصائد تذكر الإنسان بإنسانيته، ويدعوه إلى التأمل في جوهره وكينونته.  فلنحتفل بالشعر، وليكن هذا اليوم يوما لإحياء الحوار بين مختلف الألوان الإبداعية وكذلك يوما لعشق القصيدة والكلمة عشقا يمتد إلى باقي أيام السنة إلى أن يستعيد الشعر مكانته عند قرائه.
احتاج الشعر إذن إلى من يفتح دواوينه ويقرأ قصائده، فاستحق يوم
2-      أجد أن الربيع العربي هو أجمل قصيدة، أجمل قصة،  أجمل رواية وأجمل مسرحية   يمكن أن تكتب، فماذا يمكن للمبدع أن يقول أمام إبداعية الربيع العربي البليغة؟…ربما للإبداع في هذا المقام  وجه آخر هو وجه الإصغاء، إصغاء ملهم لاستشراف أفق غامض ومبهم.
3-      إن اليوم العالمي للشعر إذ يعيد إلى الشعر قيمته الرمزية، يذكر الإنسانية في العالم بأسره بإنسانيتها ورقتها التي أصابها الصدأ بفعل هيمنة العلاقات المادية، يدق ناقوس خطر انهيار قيم إنسانية جميلة، افتقدها الإنسان في مشوار ركضه نحو المادة، التي غذت  هاجسه الأول والأخير في العصر الحديث وتركت المجال فسيحا أمام ميلاد قيم جديدة لا تعترف بالوجدان. ففي يوم ربيع الشعر، تصغي النفوس إلى القصيدة، إلى الكلمة،   تحييي فيها أجمل الأحاسيس المعانقة لأجمل القيم، فالإنسان حين يعانق القصيدة يعانق جوانياته، يلتحم بجوهره، الذي هو في الأصل جوهر نقي، يهفو إلى كل جميل في الكون. كما أن اليوم العالمي للشعر فرصة لتحفيز دور النشر على الاهتمام بهذا الجنس الذي انحسر قراؤه رغم ازدياد عدد الشعراء،  وتعبئة المؤسسات الثقافية وغير الثقافية للإسهام في تداول الشعر وتلقيه.
4-      ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في نسج علاقات افتراضية أدبية، أحيانا تغني وأحيانا أخرى تزعج، فمساحة التواصل التي تسمح بها شبكة الإنترنيت هي مساحة غير محدودة، وبالتالي لا يمكنك وأنت تسافر عبر تلك المواقع أن تمنع ما قد يمكن أن يزعجك، في المقابل تضع أمامك هذه المواقع إمكانية التعرف على أسماء تقرأ لهم فقط، لتنسج بذلك علاقة افتراضية قد تخرج عن إطارها الافتراضي إلى إطارها الواقعي، وهي علاقة في كل الأحوال تفتح أفق حوارات متنوعة وتوسع من مجال نقاشات أدبية قد لا نحتاج معها إلى التنقل عبر الأمكنة.

5-      تحية لكل شعراء العالم، الصادقون والحقيقيون، الذين يحترقون إحياء للكلمة.   لنجعل هذا اليوم، يوما نعانق فيه الحياة في عمقها وصفائها، ونعتق الإنسان بداخلنا من عبودية المعيش اليومي المادي والقاهر لكل إحساس نبيل.

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير
back to top