إدريس علوش شاعروصحفي منشط برنامج ثقافي براديوكاب
ما تحتاجه هذه الثقافة الآن هو أن تواصل مساراتها
الإبداعية جنبا إلى جنب مع باقي مكونات الثقافة
المغربية.
س : في رأيكم كيف تقيم ما تحقق في المغرب من منجزات دستورية وسياسية وحقوقية
للمكون الأمازيغي مقارنة مع وضعه في باقي الدول العربية الأمازيغية الأخرى.. ؟
ج : اعترف للحركة الامازيغية المغربية بقوتها في
الصمود على مدار السنوات-أكثر من أربعة عقود من النضال الثقافي لعب فيه اليسار بكل
مكوناته دورا أساسيا وملهما- للنهوض بالحقل الامازيغي لغة وثقافة ،وتجاوز الصعاب والخلاف لتحقيق الأهداف المنشودة. قوة هذه الحركة في رهانها
على البعد الثقافي مكنت هذا النسيج من أن يجعل من هذه الثقافة قوة اقتراحية تسهم وبغزارة في الإمكانيات الهائلة التي تخزنها
ثقافة التعدد والتنوع والاختلاف بعيدا عن كل أشكال و التعصب والغلو والشوفينية.
هذا الإصرار المنتج مكنها من أن تكون على جدول تنزيلها
في بنود الدستور المغربي الجديد والاعتراف بها ثقافة ولغة.
س : ما هي في رأيك الآليات القمينة برد الإعتبار
للتاريخ والحضارة الأمازيغيتين في ظل الحفاظ على وحدة الهوية المغربية في كل أبعادها
الإثنية والثقافية والسوسيولوجية.. ؟
ج : عدا الحوار والخلق والإبداع ومد جسور التواصل
واحترام الرأي والرأي الأخر وإقرار ثقافة الاعتراف برموز هذه الثقافة . لا اعتقد بوجود
آليات أخرى متجددة وخلاقة. الامازيغية لغة وثقافة ليست هوية مفقودة نحتاج لاستعادتها
إنها مكون أساسي مهم وملهم لعموم الشعب المغربي ظل راسخا لقرون ،وما تحتاجه هذه الثقافة
الآن هو أن تواصل مساراتها الإبداعية جنبا
إلى جنب مع باقي مكونات الثقافة المغربية.
س : كيف تنظر إلى مستقبل المكون الأمازيغي على مستوى
دول شمال إفريقيا ألا تهدد بعض دعوات الإنفصال التي تجربها بعض هيآت المجتمع المدني
الأمازيغي القاطنة في أوروبا إلى تهديد الإستقرار و وإلى المزيد من الإنفجارات في هذه
الدول.. ؟
ج : في اعتقادي المسألة مرتبطة ارتباطا عضويا وجدليا في جوهرها الحي في كيفية تدبير
ثقافة التعدد والتنوع والاختلاف فهذه الثقافة هي الجسر الكفيل لتجاوز أعطاب وفخاخ العنف
والحرب الأهلية والطائفية.
س : وضعت ميكروسوفت ويندووز8 تيفيناغ ضمن الخطوط
المعتمدة عالميا مما سيمكن التراث والحضارة والثقافة والأدب الأمازيغي من أدوات المعلوماتية
والرقمية والنشر الإلكتروني على أوسع نطاق شبكي (إنترنت) . ألا يمكن الحديث اليوم عن
بداية إنشطار في مكونات الهوية المغربية إلى مكونين مستقلين أحدهما عن الآخر..؟؟
ج : لا أعتقد ذلك وبالعكس فهذا المعطى التقني والفني
الرقمي هو إضافة نوعية سيعمل في المستقبل على
سعة التواصل والذيوع والانتشار لهذه الثقافة،على الأقل في بدايته بين المكونات الناطقة
بهذه اللغة،ناهيك على أن مؤسسة ميكروسوفت وهي من الشركات العملاقة و مركة مسجلة تعمل
بكل ما أوتيت من إمكانيات استراتيجيتها لتوسيع سوقها وهو سوق بالتأكيد سيدر عليها أرباحا كبيرة.
لا خوف على الثقافة المغربية من الانشطار،إنها ثقافة
تحيى بالتعدد واستعاراته ولا تستكين مطلقا
لأحادية الواحد الذي يلغي ويقصي المكون والمكونات
الأخر.
س : على المستوى الإعلامي الورقي والسمعي البصري
كيف تقيم التجربة الحالية و ما هي مقترحاتك للنهوض إعلاميا بالمكون الأمازيغي.. ؟
ج : تمتلك الحركة الامازيغية المغربية باعتبارها
حركة دينامية عاملة وفعالة قدرة خلاقة لتعكس الصورة المشهدية التي ترسخ تقاليد ثقافة
التعدد والتنوع والاختلاف،ودائما استنادا للتركيبة الاجتماعية المغربية لتجاوز كل أشكال
الخلاف لتظهر هذه الثقافة بصورة حضارية كما تليق بها.اعتقد جازما انه بفعل وقوة خلق
مزيد من روح المبادرات الخلاقة في السينما والمسرح والسرد والشعر والتشكيل والصورة وثقافات اللباس والطبخ والى كل سلوكيات
الإنسان الامازيغي وكل أشكال التعبير الفني
والإبداعي، وفي وسائل الإعلام ووسائطه التقليدية والحديثة العيدة والمتعددة رقمية كانت مكتوبة أو مسموعة أو
مرئية وحدها القادرة والكفيلة بان تتطور هذه
الثقافة لتساهم في إثراء وإغناء الثقافة المغربية.وليس هناك وصفة جاهزة لكن روح المبادرة
هي الأساس ليواصل هذا الرهان حضوره الفاعل والوازن.
0 التعليقات: