الخميس، 26 ديسمبر 2013

عبد الغني فوزي شاعرمن المغرب :في دم المعنى

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  9:42 م

عبد الغني  فوزي شاعرمن المغرب :في دم المعنى
     كثيرة هي المشاهد في العالم العربي التي تغمرنا بالأسئلة الحرجة ، فتجعلنا في قلب المفارقات ضمن وضعيات مختلة ، يطول معها الانتظار الذي يكسر النظريات المستقبلية على ظهور أصحابها . وفي المقابل ، يترسب الإحباط المركب في ذاك العمق الباحث دوما عن متكأ المعنى في الحياة العربية الذي يولد نقطة نقطة وخطوة خطوة ؛ وليس بساطا أو طريقا مفضية . المشاهد اليوم تذهب في المكان والزمان ، ولا يمكن أن تقولبها وتحنطها دورات السنوات . ولكن قد يكي .
    لا يمكن ـ في تقديري ـ لكل عين أن تتغاضى الآن عن ما يجري في أقطار العالم العربي من حراك عاصف ؛ يجعل الشارع مسكنا والأفق القريب سقفا . وقد يشكل ذلك نوعا من الصدمة للكل ؛لآن الحدث العربي في التاريخ مؤشكل ويتحرك بالكاد . وقد تمتد هذه الصدمة بشكل أعنف ـ رمزيا ـ للمبدع والمثقف ؛ قصد التأمل في الوقائع والوسائط ، في الأحداث والصور، في العنف المتبادل بصور مختلفة في آفاق هذه التحركات .
   يغلب ظني أن هذا التعدد الغاص على اختلاطه والتباسه ، يدعوني لمحاولة الإحاطة بما يجري كحدث وخطاب وترويج.. وبالتالي تتعدد الأسئلة وتتدافع ،نصوغ منها السؤال المركب : هل هو حراك يذهب في اتجاه تأسيس أفق ديمقراطي حقيقي ، يؤسس لفضيلة الاختلاف التي بإمكانها وحدها أن تخلخل بنيات وعقليات وتكلسات في الواقع والمخيال العربيين ؛ أم أننا نقدم قرابين شبيهة بالدم الأسطوري ، لنتيه بين الكمشات والاحتواءات المتعددة الأقنعة ؟؟
   على أي، المبدع مطالب بهذا الفهم العسير ؛ وبإمكانه أن يقدم تحليله وموقفه الذي يمتد لكتابته بشكل ما . لذا بالنسبة لي ، أبحث الآن عن نص منفتح على هذا الذي يحدث دون أن يفقد النص ماءه اللصيق بالعمق والروابط الخصبة  للإنسان كذات بالحياة والوجود . وعليه ، فالنص يمكنه أن يكون حاضرا وشاهدا . لكن ليس بالمعنى التاريخي والسياسي ؛ بل بالمعنى الإنساني الذي يعيد بناء الأشياء وفق متخيل يغني المعركة أي يجعلها ذات خلفية وامتدادات .
     الآن وهنا ، نصي منكسر على أباعضه أمام ما يجري ، أستجمعه وأؤثثه بصعوبة . وهو ما يدفعني إلى إعادة النظر في مفهوم الذات والآخر؛ وفي جماليات الكتابة نفسها…النص العربي في تقديري عليه أن يتحرر أكثر في أفق تأسيس جماليات جديرة به ، لأنه يحاك قرب الفظائع والانعتاقات من القيود والأوهام
     كيف يمكن للذات أن تمتص هذه الأحداث على انعكاساتها وتداعياتها ، لتشكيل قطعة ذات إحساس ورؤيا ما ؟ . فلنحدث حراكا في نصوصنا أيضا دون تقديس وأوهام . من هذه الزاوية ، يبدو لي أن هذه الأحداث المتسارعة ، تدعونا إلى التحرر من الأوهام والأوهام المضادة ، للانتصار للعمق والمعنى .
   أي نص جدير بهذا ؟ أعني النص الاستثنائي الوليد التراجيديات التي تذهب في تأثيرها إلى أبعد ذرة في الوجود . وهو ما يؤكد أن قوة المعنى ،تحتاج في المقابل إلى قوة الصياغة .
دعونا من الرقص الغافل على الساحات الوهمية ؟

أكيد أن دمنا العربي يصب في المعنى ، وليس في فخاخ الإيديولوجيا ؟ وإننا له لحافظون…في النص الجريح طبعا .

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير
back to top