المؤتمر 18 لاتحاد الكتاب يعطي سلطة للرئيس وينتخب
عبدالرحيم العلام رئيسا من القاعة
سعيدة شريف من الرباط
خاص بالموقع
أربع نساء في المكتب التنفيذي، والشافعي تكسر القاعدة
وتترشح لرئاسة الاتحاد
تميز يوم السبت وصباح الأحد بأشغال ماراطونية للمؤتمر
18 لاتحاد كتاب المغرب، أسفرت عن إجراء مجموعة من التعديلات على القانون الأساسي لاتحاد
كتاب المغرب على رأسها انتخاب رئيس اتحاد كتاب المغرب من داخل قاعة المؤتمر، ومنحه
سلطة كبيرة بحيث لا يمكن إقالته إلا بتنظيم مؤتمراستثنائي، لتلافي تكرارالسيناريو السابق
الذي أدى إلى إقالة الرئيس السابق عبد الحميد عقار، وتمتيع الرئيس الجديد والرؤساء
القادمون بحصانة واسعة ، الذي لم يكن إلا الكاتب عبد الرحيم العلام .
وكما كان متوقعا ، لم تخب التنبؤات في انتخاب عبدالرحيم
العلام ، رئيسا لاتحاد كتاب المغرب، بعدما كان نائبا للرئيس في الولاية السابقة، وقام
بمهام الرئيس خلالها، لأن أغلب التكتلات اشتغلت لدعمه ، إلى جانب تمكنه من استقطاب
مجموعة من الأعضاء، واتصاله حتى بالذين كان مغضوبا عليهم، وعلى رأسهم الكاتب (المتمرد)
عمرأوكان، الذي له حكاية صراع مريرمع الاتحاد توجه بإصدار كتاب لاذع وشهيروبوقفات احتجاجية
متكررة في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء.
وقد حصل عبد الرحيم العلام على 108 صوتا، فيما حصل
منافسوه على الرئاسة: محمد بودويك على 36 صوتا، وليلى الشافعي كانت أول امرأة تترشح
لمنصب رئيس الاتحاد على 12 صوت، وتسجل بذلك موقفا من منطق ذكورية تشكيلة المكتب السابق،
وعبد الناصر لقاح 3 أصوات، وبوسلهام الضعيف صوتين، في مقابل 9 أوراق بيضاء، لم يعين
فيها أصحابها أيا من المرشحين للرئاسة، وبهذا يكون العلام قد حصل على الرئاسة بتفوق
كبير، أثبت نجاعة طرق اشتغاله خلال هذه المدة، وأكد بالملموس تهاوي الأطروحات الحزبية
التي كانت مهيمنة عليه، ورسخ ما قاله أحد أعضاء الاتحاد، من أنه “رجل المرحلة”، فهل
سينجح العلام في انقاد الاتحاد من المهاوي والمطبات السحيقة التي وقع فيها سابقا، وجعل
سمعته تتراجع على المستوى الوطني والعربي؟ وهل سيحدث الانسجام بينه وبين المكتب التنفيذي
الجديد، الذي أصبح يضم 11 عضوا بدل تسعة مع التعديلات الجديدة، من بينهم أربع نساء
حسب تعديل القانون الأساسي الجديد، الذي يحث على أن تكون تمثيلية المرأة في مكتبه بنسبة
30 في المائة، وبهذا أصبح المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب يضم إلى جانب الرئيس
عبد الرحيم العلام كلا من: وداد بنموسى، وأمينة المريني، وليلى الشافعي، وفاطمة الزهراء
بنيس، وسعيد كوبريت، وإدريس الملياني، وعبد المجيد شكير، ويحيى عمارة، ومصطفى لغتيري،
وعبد الدين حمروش.
هذه إذن هي التشكيلة الجديدة للمكتب التنفيذي الجديد
لاتحاد كتاب المغرب، الذي أفرزه المؤتمر 18، الذي كاد أن ينسف منذ جلسته الأولى، وعرف
الكثير من الجدل والنقاشات، التي صبت في المشاكل الشخصية والنزاعات المصلحية، ولم تصب
حول السؤال الثقافي، ولا الوضع المغربي الراهن المأزوم، الذي يتوقع من المثقفين أن
يكونوا منارة لمجتمعهم، ولكنهم للأسف أثبتوا وبالملموس، عن انحدار وعن تشرذم لا مثيل
لهما، ولا أدل على ذلك من مشروع البيان الثقافي، الذي سخر منه الكتاب، واعتبروه ديباجة
لا ترقى بمؤتمر في الألفية الثالثة، ما جعلهم لا يصادقون عليه، ويرجئون ذلك إلى حين
إعادة صياغته من جديد، في حين جرت المصادقة على التقرير الأدبي للاتحاد بـ 94 صوتا
مقابل اعتراض عضو واحد، وامتناع ستة أعضاء، وتمت المصادقة على التقرير المالي بـ
88 صوتا وامتناع ستة أعضاء عن التصويت. كما صوت على انتخاب رئيس اتحاد كتاب المغرب
من داخل قاعة المؤتمر 75 عضوا، اعترض على ذلك، أو بالأحرى حثوا على ينتخب مع المكتب
التنفيذي 51 عضوا.
وخلال مناقشة التقريرين الأدبي والمالي، طغا نوع
من المحاسبة لأعضاء المكتب التنفيذي السابق وعلى رأسهم عبد الرحيم العلام الرئيس الحالي،
الذي واجهه بعض المؤتمرين من بينهم حسن نجمي،
ويحيى بن الوليد، بضرورة عدم تسخير الاتحاد لجهات أخرى أو تحويله إلى وكالة لمنتدى
أصيلا الثقافي، أو إلى أي جهة عربية كيفما كن نوعها، كما طالبوه بالشفافية والموضوعية،
والاحتكام إلى معايير الجودة والجدة في النشر، وجعل الاتحاد مسايرا لنبض المجتمع ولتحولاته،
مع الاهتمام بالكتاب المغاربة بالخارج، وبالتنوع اللغوي في المغرب، وبالأساس اللغة
الأمازيغية،وتعزيز موقع المنظمة في علاقاتها مع المجتمع المدني٬ والرفع من مستوى الخدمات
الاجتماعية المقدمة للكتاب٬ وتوطيد استقلالية المنظمة وإشعاعها الوطني والدولي.
فهل سينجح المكتب الجديد لاتحاد كتاب المغرب في
كل هذا، وهل سيصبح حقيقة، كما عبر عن ذلك العلام غي افتتاح المؤتمر، ملاذا أمنا للكتاب
والكاتبات؟
0 التعليقات: